تبحث العديد من البلدان عن بدائل الدولار الأمريكي كعملة رسمية للتعاملات التجارية و احتياطية عالمية في السنوات الأخيرة و لا يزال تحدي العملات يزداد من قبل اليوان الصيني و اليورو و الدينار و الريال حيث تبحث البلدان عن طرق لتقليل الاعتماد علي الدولار الأمريكي ، و هكذا بدأت العراق في البحث عن طرق أخري للتعامل بعملة غير الدولار علي الرغم من وجودها في منطقة تتمتع بعلاقات سياسية و مالية قوية مع الولايات المتحدة حيث أعلنت بغداد إنها تخطط لدقع تكاليف جميع الواردات من الصين باليوان و ذلك لضخ العملة الأجنبية في النظام المالي و المساعدة في تخفيف الضغط علي الدينار بالإضافة الي استكشاف المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة تجارة غير نفطية باستخدام عملة أخري غير الدولار الأمريكي
يسعي العراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبك ) الي تحقيق استقرار الدينار خاصة بعد رفع قيمته هذا الشهر في الوقت التي تعاني فيه من تعرضها للضغط من الولايات المتحدة و نقص في الدولار لسيطرة الولايات علي العراق و الحد من تدفق الأموال الي إيران حيث فرض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في نوفمبر العام الماضي ضوابط أكثر صرامة علي المعاملات الدولارية من قبل البنوك العراقية ، لم تقتصر محاولات الاستغناء عن الدولار الأمريكي في العراق فقط بل تعمل الهند و الإمارات أيضًا علي تعزيز التجارة غير النفطية بالروبية و الصين علي استخدام اليوان في المعاملات مع مصدري الطاقة و السلع الرئيسيين، كما أضاف وزير المالية السعودي إن المملكة منفتحة علي التجارة بجميع العملات و ليس الدولار فقط ، الجدير بالذكر وقوع خلاف بين الولايات المتحدة و السعودية بشأن قرار أوبك+ و تخفيض إنتاج النفط في أواخر العام الماضي
و تعد مصر واحدة من البلدان التي تعاني من أزمة الدولار الأمريكي و تخفيض عملتها بنحو 50% أمام الدولار في العام الماضي و من المتوقع أن يحدث تعويم للجنيه المصري قريبًا بالإضافة الي غضب المواطنين من ارتفاع الأسعار المبالغ فيه و علي الرغم من ذلك لم تسعي مصر لإيجاد بديل للدولار في التعاملات التجارية لوجود دفعات متبقية من القرض الجديد و شروط صارمة من صندوق النقد ، علي الجانب الأخر صرح المسؤولون في الشرق الأوسط إن الدولار سيظل العملة القوية و المفضلة للطاقة مع وجود جوانب سلبية لنقل تجارة البلدان الي عملات أخري بينما يري البعض انهيار الدولار الأمريكي علي المدي الطويل مع زيادة مشاكل العملة و التخوف من تقلباتها و السيطرة علي السياسة النقدية ، لذلك من المتوقع ان نستمر في رؤية عدد متزايد من البلدان التي تبتعد عن الدولار لصالح العملات الأخري في السنوات القادمة
الجدير بالذكر وقعت قطر و مصر اتفاقية إلغاء ضرائب مزدوجة لتعزيز الاستثمار في الدول الخليجية الغنية بالغاز الطبيعي حيث تسعي مصر الي جذب الاستثمارات و العملات الأجنبية للإصلاح الاقتصاد في الوقت الذي تسعي فيه البلدان الي تعزيز التجارة بعملات أخري غير الدولار ، لا تزال مصر تعتمد علي المساعدات من قطر و دول الخليج لتخفيف أزمة النقد الأجنبي و مع ذلك لم يصل الإ قليل من تلك التعهدات كما صرح أمير قطر خلال لقاه مع رئيس الوزراء مصطفي مدبولي عن زيادة الاستثمارات القطرية في مصر و أثر اتفاقية إلغاء الضرائب الإيجابي علي زيادة الاستثمارات في مجالات التعاون التي تمت مناقشتها يوم الإثنين بما في ذلك الموانئ و العقارات و الهيدروجين الأخضر و تصنيع الأدوية