الصين تصدر صدمة تضخمية الي العالم بأسره هذا العام

 

الصين تصدر صدمة تضخمية الي العالم بأسره هذا العام

لم تقدم الصين مدفوعات مباشرة للمواطنين خلال فترة الوباء بالطريقة التي قدمتها الولايات المتحدة و الكثير من دول العالم للمساعدة في التعامل مع عمليات الإغلاق ، بدلًا من ذلك فضلت بكين التركيز علي مساعدة الشركات ، ربما تكون استراتيجية مفاجئة من دولة اشتراكية ظاهريًا حيث ركزت علي جانب العرض و مساعدة أرباب العمل حتي يتمكنوا من إبقاء العمالة علي أمل المساهمة في الاستقرار الاجتماعي و التنمية 

لن تشهد الأمة ما حدث في الولايات المتحدة حيث أدي تدفق المساعدات الفيدرالية الي إبعاد عشرات الملايين من دائرة الفقر و لكنه ساعد أيضًا في تكوين أكثر من 2 تريليون دولار من المدخرات مما زاد من الضغوط التضخمية ، في حين أن هذا يبدو جيدًا بالنسبة للصين الا أن الاقتصاديين يقدمون الحذر و بالنظر الي بيانات الحسابات المصرفية و الدخل الصيني توصلوا الي أن الأسر الصينية جمعت بالفعل مدخرات تصل الي 720 مليار دولار ، و قال الاقتصاديون في نومورا " أولئك الذين يدعون الي زيادة هائلة في الطلب الصيني المكبوت يجب أن يكونوا حذرين "

ربما لم تستفد الأسر الصينية من هذا النوع من مساعدات البطالة الوبائية التي تم تطبيقها في اليابان و الولايات المتحدة و أوروبا لكنهم قاموا بتكثيف المدخرات الوقائية ، كما كتب الاقتصاديان في نومورا روب سوبارامان و سي ينج توه في تقرير صدر في 19 يناير كان الدافع وراء المدخرات هو الركود في قيم العقارات الصينية و ارتفاع نسبة البطالة ، الجدير بالذكر صمود الإنفاق الاستهلاكي العام الماضي في الولايات المتحدة حتي في مواجهة تشديد السياسة النقدية و يرجع الفضل في ذلك الي فائض المدخرات 

علي النقيض من ذلك ، أدي إعادة فتح الاقتصاد الصيني في وقت تسهيل البنك المركزي الي ارتفاع التضخم مع ارتفاع حالات إصابات كوفيد المتدفقة من الموجة غير المسبوقة التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ " صفر كوفيد "، و مع ذلك من المحتمل أن يكون هناك نوعان من الصدمة التضخمية التي ستنقلها الصين الي جميع أنحاء العالم هذا العام و هي تأثير سلبي علي العرض و حالات التأخر غير الإلزامي في الصين حيث تكافح المصانع للحفاظ علي استمرار العمل مع بقاء العمال المرضي في منازلهم ، ثم تأتي صدمة الطلب عندما يستأنف المستهلكون الإنفاق بقوة الأمر الذي يؤدي الي ارتفاع أسعار السلع الاساسية 

ساعد ضعف الإنفاق في الولايات المتحدة علي خفض تكاليف السلع مؤخرًا و لكن في مرحلة ما ستزيد الواردات الصينية من ضغوط الأسعار بالإضافة الي تصدير الطلب الصيني في صورة السياحة ، بعد ثلاث سنوات من العزلة هناك الكثير من الطلب المقيد علي السفر الي الخارج و أضافت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريسين لاغارد في المنتدي الاقتصادي العالمي بسويسرا " في حين أن الطلب القوي سيكون موضع ترحيب الإ ان إعادة فتح الصين سيكون له تأثير تضخمي علي الكثيرين منا"




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-